المجاملة والمصداقية ، وأثرهما بالتطور
من عادات العرب القديمة والمتوارثة ، إكرام الضيف. إكرامه بالمأكل والمشرب والمسكن ، ومؤخراً ، بالمجاملة.. والمجاملة هي قول ما يعجب الشخص الآخر ، بغض النظر عن حقيقته ، وذلك نوعاً من اللباقة والكياسة. وهذا متوقع بالعلاقات الإجتماعية ، فلا أحد يريد أن ينفر من حوله.
كلام جميل.. لكن هل يمكن تطبيقه في كل علاقة؟ ماذا عن علاقتي بأجير، ولم يصلح لي ما تعاقدت معه من أجله؟ فهل أجامله أم التزم معه بحقيقة الوضع ليتم إصلاحه؟ أعتقد الإجابة واضحة ...
ماذا عن الأصدقاء؟ صديق يبني بيت جديد ومحتار بين لونين ، أحدهما هاديء والآخر مثير للأعصاب ويجعل قطط الحي تتشاجر. فهل أقول له رأيي بمصداقية أو أجامل؟ واااو ، إختيارك رائع مبهر.. وبعدها تغتاله القطط؟ أليست المصداقية أحد واجباتي كصديق؟
١) هذا اللون غير مناسب ،
٢) وأقترح تجربة اللون الأول على بعض الجدران ،
٣) ما رأيك؟
في مجال التصوير، تفشت المجاملات الى حد محبط.. فمن يريد تقييم صادق لأعماله، ينشرها في أوساط غربية ليضمن أكبر قدر من الرأي الصادق. وعندما قمت بطرح هذا الموضوع في إحدى المنتديات العربية، هاجمني الكثير وقررت بعدها أن احتفظ برأيي لنفسي ، ولا أقيّم أي عمل.. هذا دفعني بالأمس لطرح سؤال حول الرد المناسب للصور المنشورة.
الإجابات كانت صدمة.... شوفوا
سبعة وأربعين صوت هو إجمالي الأشخاص المشتركين بالتصويت، وبينهم صوت واحد فقط يجامل.. واحد.. واحد؟ وأكثر من النصف يقدمون نقد إيجابي، يستفيد منه المتلقي.. أين أجدكم؟ وينكم؟ لي سنين أبحث عنكم ولم أجد سوى المجاملات.. لو صورة لورقة شجرة على بلاطة مكسورة، سيلحقها سيل عرمرم من المديح والمجاملات وأحياناً الغزل بعد.
ثمان وعشرين بالمائة يفضلون السكوت، وهذا حالي هذه الأيام.. بينما تسعة عشر بالمائة لهم آراء مختلفة، وهي كما يلي
الزبدة...
أقترح ترك المجاملات والكلام المعسول للرسائل الخاصة، أو حينما يلتقي المصور بصديقه بخصوصية.. فلن يتهكم عليكم أحد ويقول يجامل أو يتملّق.. أما على الإنترنت ، فنحن هنا لنرتقي بخبرتنا ونستفيد من خبرة الآخرين بشكل عملي.. العمل الجميل ممكن وصفه، وبلا مبالغة فارغة، ومن يرى مساحة للتحسين ليقترحها ويطلب الرأي باقتراحه.
شكراً لمن ساهم بالإجابة، وأعتذر إذا كنت جاف ...